اقتصاد

المارك الألماني الشرقي

Written by admin

المارك الألماني الشرقي

المارك الألماني: عملة الأمس، رمز اليوم

لطالما كان للعملات قصص تروى، ولعل المارك الألماني من أكثر العملات التي عايشت فصولًا متعددة وشهدت تحولات كبيرة في تاريخ ألمانيا. من Deutsche Mark في عام 1948 إلى Mark der Deutschen Notenbank في الفترة ما بين 1964 إلى 1967، وصولاً إلى مارك DDR من عام 1968 حتى الوحدة الألمانية في 1990، كانت هذه العملة دائمًا مقسمة إلى مئة بفنغ.

أبرز الأحداث في تاريخ المارك الألماني

إصلاح العملة للمناطق الغربية

كان الإعلان عن إصلاح العملة في 18 يونيو 1948 نقطة تحول حاسمة، حيث تم استبدال الرايخ مارك بالمارك الجديد الصادر عن بنك دويتشر لاندر، الذي أصبح فيما بعد البنك الاتحادي الألماني. ولكن في الشرق، حيث كان الرايخ مارك لا يزال متداولًا، أحدث الإصلاح الغربي صدمة تضخمية جعلت العملة الشرقية بلا قيمة.

رد الفعل السوفيتي

فوجئ السوفييت بإصلاح العملة الغربي في 21 يونيو 1948، لكن اللجنة الاقتصادية الألمانية كانت قد أعدت بالفعل خطة استجابة بالتعاون مع الإدارة السوفيتية. تم طباعة الكوبونات وتوزيعها بمساعدة لوجستية سوفيتية في اليوم التالي مباشرة.

التداول الرسمي للعملة المعدلة

بحلول 23 يونيو 1948، كانت الأوراق النقدية المعدلة قد وُزعت بالفعل، مما سهّل عملية الإصلاح وقلل من أوقات الانتظار.

إصدار سلسلة جديدة من الأوراق النقدية

في 24 يوليو 1948، شهدت ألمانيا إصدار سلسلة جديدة كليًا من الأوراق النقدية، والتي استمرت تحت الاسم الرسمي حتى عام 1964، على الرغم من أن الاسم الشعبي لها كان أوستمارك أو المارك الشرقي، وهو الاسم الذي عرف به في الغرب.

المارك الألماني في ألمانيا الشرقية: من التحويل إلى الإذابة

عندما ضُمت ألمانيا الشرقية إلى الغربية في الأول من يوليو عام 1990، شهدت عملتها تغييرات جوهرية. تم تبديل الماركات الشرقية مع المارك الألماني بنفس القيمة للرواتب والمدخرات الشخصية حتى سقف 4000 مارك للأشخاص العاديين، مع مراعاة حدود مختلفة للأطفال والمتقاعدين. أما المبالغ التي تزيد عن ذلك، فقد تم تحويلها بنسب مختلفة، مع العلم أن “أموال المضاربة” التي تم جمعها قبيل الوحدة تحولت بنسبة 3:1. هذا التحويل المالي، الذي اتُخذ كخطوة دعم من حكومة الجمهورية الألمانية الفيدرالية للشرق، لاقى جدلاً واسعًا بين الخبراء الاقتصاديين، ما بين مؤيد لفعاليته في توحيد الاقتصاد الألماني بشكل سريع، ومعارض لأنه جعل الصناعات الشرقية عاجزة عن المنافسة.

النهاية المادية للمارك الألماني الشرقي

إذابة العملات المعدنية

في عام 1990، قامت Staatsbank بإذابة ما يقارب 4500 طن من العملات المعدنية في مصانع Rackwitz المعدنية، مودعةً بذلك جزءًا من تاريخ العملة.

تدمير النقود الورقية

تم تخزين نحو 100 مليار مارك من النقود الورقية، والتي شكلت حجمًا ضخمًا بمقدار 4500 متر مكعب، في كهوف من الحجر الرملي في Thekenberge قرب هلبرشتات. هذا المخزون الذي نُقل تحت حراسة مشددة من برلين، شمل حتى الأوراق النقدية لفئات 200 و500 مارك من DDR التي لم تستخدم قط.

مصير العملة بعد الاتحاد النقدي

بالرغم من كون هذه العملة أصبحت ملكية لبنك الائتمان لإعادة الإعمار (KfW) بعد دمجه مع Staatsbank Berlin، إلا أن العملة الألمانية الشرقية فقدت وظيفتها الأساسية كوسيلة للتبادل وأصبحت جزءًا من التاريخ النقدي للأمة الألمانية.

About the author

admin

Leave a Comment